Friday, October 16, 2015

البرلمان والبر والمزيون!

أيام قليلة تفصلنا عن الحدث الذي يبلور الأسلوب الذي تتبعه السلطنة في ديمقراطيتها: الشورى.
ليس اتباع سياسة الشورى يعني أننا وصلنا إلى مصاف الدول الديمقراطية العظمى وليس وضعنا لكلام منمّق يستشهد بـ "وشاورهم في الأمر" يعني أننا نمارس العمل البرلماني بحذافيره.
فالدائرة تضيق وتتسّع حول الشورى والديمقراطية، وعلى كل حال أرى أننا لانزال في أول الطريق وهناك الكثير من العوائق التي لا زالت تعسّر ولادة أجيال مؤمنة بالشورى ومجلس يؤمن بناخبيه.
كما هو معلوم أن الأسرة لاتزال تحت سلطة الأب فهو الشيخ المصغّر لبيته والبقية أتباعه وكذا الحال في الولايات بشكلٍ عام فترى كل قبيلة تتسلّط على أفرادها بترشيح من يريدونه منهم ولو لم يكن بالمؤهلات الأكفى.  الصور منتشرة في كل مكان مُذيلة بشعر يصف أمجاد المرشح وعراقة نسبه حتى يُخيّل للرائي أننا بصدد اختيار فارس للقبيلة وليس مرشح ليتحدث بأصوتنا للحكومة.
ليس هذا وحسب، بل أن أفراد القبيلة الواحدة يصرون على اختيار ابن قبيلتهم لأنه "يستاهل"، والأمر أكثر شدة بالنسبة للتكتلات المذهبية والعرقية الأخرى.
للأسف لا زالت الثقافة البدويّة وأعرافها تحكمنا ولا زال صوت القبيلة يتجاذبنا يمنة ويسرة، حتى لتجد أنك لتقابلن أعتى الخصومات من أفراد قبيلتك لو صرحّت بترشيحك لشخص تراه أكثر صلاحا لتمثيل صوتك. فترى أهل المرشّح وذويه كأنما يتخبطهم الشيطان من المّس فتارة ينشرون أجزل الأشعار في مدح سعادته المنتظر وتارة سعيهم في استقطاب أكبر شريحة من المجتمع وخصوصا النساء في التصويت بدون أدنى توضيح لبرنامجه الإنتخابي سوى أنهم يحتاجون "فزعة" ولأنه "يستاهل".
الوطن يا أصدقاء لا يحتاج لأنسابكم ولا مكارمكم، نحن نريد من هم على استعداد للتضحية من أجل تطوير الوطن وفق خطط استراتيجية معقولة، مرشحكم هو انعكاس لولايتكم فانظروا من أنتم مرشحين.