إلى م.ع.ر
قميصك مُضرّج بالدم ويداك ملطختان ببقايا أُناس لن يعودوا، قتلتهم كي تنتصر، تنتصر البلاد، لا يهّم. أحدكما كان يجب أن يموت كي ينتصر الآخر.
--
إلى الجندي بعين كلون العسل وكأن الناظر إلي مُقلتيك يهيم في وادٍ سحيق، إلى الشّج العرضي تحت الشفة السفليّة، عُد.
حينما ودعتنا آخر مرّة، الكلام الذي لم يُقال أخبرني أنك لن تعود، شفتاك قالت أنك عائد، يومٌ أو بضع يوم وتعود. لم تعد.
الفراق يلتف كالحبال حول العنق والقلب يدق ككر الجياد الصافنات أملا في رؤيتك.
لماذا- يا حبيبي- أنت من بين المئات؟ أقلب الرسائل القديمة فتقلبني كأنما يتخبطني الشيطان من المّس.
أقلب خططنا المستقبلية- التي أتى المُستقبل ولم تأت، الغرفة الوردية المذهّبة- اتفقنا على لونها بعد خصام. أنا حبيبة الورد وأنت عاشق الذهبي، أسماء أطفالنا- ريم، نصر، والآخر تركناه لنسميه بمعيّة طفلينا. لمن تركت هذه الأحلام؟
ما أوجع فراقك على قلب أنثى وما أقساه.
ذهب الذين أحبهم ذهبوا
وبقيت مثل السيف فردا
قميصّك قدّه الوطن من دبر وما ألقاه على وجهي؛ لعلنّي أجد ريحك.
---
تحديث:
إلى روح الشهيد محمد عمر رمّاح قبلات ودموع وبعد:
الثلاثاء، الساعة العاشرة صباحا، صالة المنزل. هناك كنت أطالع التلفاز، جاء الاتصال، مات محمد.
تشطرّت الحياة إلى جزيئات أصغر فأصغر حتى تهاوى كل شيء في أجزاء من الثانية. حبيبي الذي قتله الوطن فيواسينا بكلمة شهيد لنغفر له ذلك، محمد قربان حريّة الوطن.
ماذا نفعل بكل هذه المكرمات التي منحتمونا إياها جزاءا لروح حبيبي!خبر موتك كان نزعا قسريا لروحي قبل الإيذان بفراق هذا الجسد. نم، لا نامت أعين الجبناء، قبلات وورد ودمعة وحضن كبير، كبير جدا.