وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ هِشَامٍ ، قَالَ : قَالَتْ هِنْدُ بِنْتُ عُتْبَةَ ، وَهِيَ تُرَقِّصُ ابْنَهَا مُعَاوِيَةَ ، رَحِمَهُ اللَّهُ : إِنَّ ابْنِي مُعَرَّقٌ كَرِيمْ مُحَبَّبٌ فِي أَهْلِهِ حَلِيمْ لَيْسَ بِفَحَّاشٍ وَلا لَئِيمْ وَلا بِطَخْرُورٍ وَلا سَئُومْ صَخْرُ بَنِي فِهْرٍ بِهِ زَعِيم.
لطالما شغلتني هذه المرأة وأعجبني فيها قوتها وأنفتها في الجاهليّة والإسلام حيث أنها عُرفت بصلابتها وعزمها، إذا أرادت إستطاعت ونعم الإستطاعة.
مما يُذكر في سيرتها أنّه مرّ عليها يوما بعض ممن عرفوا بالفراسة، وابنها معاوية ابن أبي سفيان معها فقال لها أحدهم : إن عاش ساد قومه.
ولكن كعادتها هند الإباء لاتقبل بالقليل فردّت عليه قائلة بعزّة الواثق: ثكلته إن لم يسد إلا قومه.
أرى أن هذه الجملة لوحدها هي مدرسة في أصول التربية، فكم من أم بروح هند تربّي ابنها ليسود الناس ولا يرضيها أن يسود قومه فقط. وكم من أم باتت تضرب كفيهّا وتندب حظها العاثر بين مقارنة أولادها بأبناء أختها وبين مماطلة زوجها ليشتري لهم أفخم الماركات وكأنها تناست إنما ثمن الإنسان الحقيقي في عقله وسداد رأيه وفصاحة لسانه. فزهٍ زهٍ لهند وربح البيع القرشيّة.
No comments:
Post a Comment